ما السبب ؟

جال في خاطري عدد من الاسئلة التي لم اجد لها اي اجابة، اسئلة اصبحت وامست وكأنها مبهمة الفهم، والغريب انهاجميعا تبتدئ بأداة استفهام واحدة وهي 'ما السبب' ولعلي استطيع ان اوجزها بالآتي:

ما السبب في أننا دولة غنية ولكن تلاحقنا الازمات المالية؟ فمن ازمة المناخ الى ازمة الكهرباء والماء مرورا بأزمات فواتير الكهرباء والماء وسرقات مكتب لندن والناقلات وهاليبرتون ودورة الخليج والتي لم تحل الى الآن، فهل السبب سوء الادارة المالية الحكومية؟

ما السبب في أننا نعيش محبطين تائهين مع اننا نعيش في دولة رفاهية ومعاشاتنا مرتفعة ولا ضرائب عليها والحمد لله؟ هل السبب هو علمنا بأن لدينا حكومة لا تفكر الا بيومها ومتناسية غدها؟

ما السبب وراء غياب الحس الوطني؟ هل سبب ذلك في أن حكومتنا غير مؤمنة بالدستور نظاما للدولة؟

ما السبب في بدء نشوء تجمعات قبلية وطائفية بعد ان كنا دولة مدنية؟ فهل السبب في أن مدارسنا الحكومية تقوم بتنشئة الفرد على هذا النهج منذ الصغر؟

ما السبب في أننا نبني دول العالم وننسى بناء دولتنا؟ فكم انشأنا من جامعات ومدارس وطرق وموانئ ومحطات كهرومائية، وعندنا قصور في كل ذلك.

سؤال يجر سؤالا، سؤال بعد سؤال، بلا اجابة، بلا رد، الا انها جميعا تشترك في لوم الحكومة، من سوء تخطيطها للمستقبل ماليا وتعليميا وقانونيا واقتصاديا وسياسيا ورياضيا، مع ان حكومتنا في كل يوم تتغنى بأنها اصلاحية، تريد البناء والنماء، فلا شاهدنا بناء، ولا احسسنا بنماء.
حفظك الله يا كويت، يا وطني، وطن النهار، والشموخ، من كل سوء، حفظك الله يا كويت من القريب قبل البعيد، من ابنائك قبل اعدائك.
ولا اقول في النهاية الا

وطني الكويت سلمت للمجد.. وعلى جبينك طالع السعد

نقلاً عن مقالة مكتوبة في جريدة القبس في صفحة نوافذ للكاتب محمد الدلقان